Thursday, February 11, 2010

من الذى حرّك الجبن؟ .....ج1





طريقة رائعة للتعامل مع التغيرات فى الحياة و فى العمل

من تأليف د. سبنسر جونسون


فى عالمنا الحديث الملىء بالتغيرات المتسارعة تختلف استجابة كل منّا لهذه التغيرات، فمنا من يظل جامدا ولا يحرك ساكنا و العالم يتغير من حوله، و منا من يستجيب لها و يتغير معها مع اختلاف سرعة هذه الاستجابة من شخص لآخر، و منا من يستعد لهذه التغيرات و يتحرك فى الوقت المناسب، و منا من يصنع هذه التغيرات بنفسه.

و هذا هو موضوع الكتاب، الذى يشرح كيف يستجيب البشر لتغيرات الحياة فى ضوء قصة طريفة أبطالها أربعة شخصيات، هم:

فأران

"سنيف"، و اسمه يعنى الشم، فهو من يشم التغيرات مبكراً

و"سكيرى" و اسمه يعنى العدو، و هو الذى يسرع للعمل

و رجلان صغيران (كائنان خرافيان) فى نفس حجم الفأرين

"هِم" و هو يتجاهل و يقاوم التغيير لأنه يخشى أن يقود إلى ما هو أسوأ

"هو" و هو الذى يتعلم كيف يتعايش مع التغيير عندما يرى كيف أن التغيير يمكن أن يقود إلى الأفضل

يعيش أبطالنا الأربعة فى متاهة، و غذاؤهم هو الجبن، و الجبن هنا رمز لما نريده فى الحياة، قد يكون وظيفة جيدة أو علاقة عاطفية أو مال أو صحة جيدة أو ممتلكات، أما المتاهة فهى المكان الذى تبحث فيه عما تريده.

فى القصة يتعامل أبطالنا الأربعة مع التغير، و ينجح أحدهم فى التعامل معه، و يسجل خبراته على حائط المتاهة.

و بقراءتنا لما كُتب على الحائط نستطيع أن نعرف كيف نتعامل مع التغيرات للاستمتاع بنجاح أكثر و ضغوط أقل.

-----------------------------------------------------------------------------------------------

تبدأ أحداث القصة فى يوم أحد مشمس فى مدينة شيكاجو، حيث تجمع عدد من الزملاء القدامى الذين كانوا أصدقاء فى وقت الدراسة، و أخذوا يتحدثون عما حققه كل منهم فى حياته.

و ضحك الجميع عندما اكتشفوا أنه على الرغم من أن كل منهم قد إتخذ فى حياته أتجاهاً مختلفاً عن الآخرين – من أعمال المنزل إلى إدارة الشركات- إلا إنهم قد واجهوا نفس الشعور، و هو أن الحياة تتغير باستمرار، و أن هذا التغير يزعج الكثيرين، حتى أكثرهم شعبية و نجاحاً وقت الدراسة.

ثم ذكر مايكل كيف أن قصة طريفة غيرت نظرته للتغير من فقدان شىء إلى اكتساب شىء، و كيف أن حياته و عمله تطورا سريعاً بعد ذلك، و أنه قد أدرك كيف أن أبطال القصة الأربعة يمثلون جوانب شخصيته المختلفة، ثم قرر من منهم الشخص الذى يريد أن يكونه.

طلب كارلوس منه أن يرويها لهم لعلهم يفيدون منها، فبدأ مايكل فى رواية قصة "من الذى حرّك الجبن؟"

----------

فى ذات مرة فى بلد بعيد عاش أربعة شخصيات فى متاهة يعدون باحثين عن الجبن الذى يغذيهم و يجعلهم سعداء ، كان أبطال القصة الفأران "سنيف"و "سكيرى" و الرجلان الصغيران "هم"و "هو".

و كان للفأرين عقلان بسيطان، و لكن كانت غرائزهما قوية و لذلك استخدماها فى البحث عن الجبن، بينما استخدم الرجلان عقلاهما المركبان بما فيهما من معتقدات و عواطف، و على الرغم من اختلافهم فقد اشترك الفأران و الرجلان فى استيقاظهم مبكراً و الركض فى المتاهة للبحث عن الجبن.

و كانت المتاهة مركبة من عدد من الحجرات و الممرات، و كان من السهل أن يضل السائر فيها طريقه، و لكنها كانت مليئة بالأسرار التى جعلت من يجد طريقه فيها يستمتع بحياة أفضل.

فكان "سنيف" يشم الطرق من أجل الجبن، و يسرع "سكيرى" للحصول عليه، بينما اعتمد الرجلان هم و هو على عقليها لإيجاد طرق أكثر منطقية للحصول على الجبن.

و فى ذات يوم وجد الرجلان و الفأران كمية كبيرة من الجبن فى المحطة "جـ"، فأخذوا يستيقظون مبكراً كل يوم للذهاب إليها للحصول على الجبن، و اعتادوا الأمر حتى أصبح روتيناً يومياً.

شعر الرجلان بالأمان و اعتقدا تماماً أن كمية الجبن المتاحة فى المحطة "جـ" تكفيهما مدى الحياة، فانتقلا للسكن بجوار المحطة ليكونا قريبين من جبنهم، و ليشعرا بالأمان أكثر زينا الحائط بكتابات و رسوم طريفة، كان منها:

"الحصول على الجبن يجعلك سعيداً"

و بعد فترة شعر "هم" و "هو" بنشوة النجاح حتى أنهما لم يلاحظا ما كان يحدث.

و بمرور الوقت استمر "سنيف" و "سكيرى" فى روتينهما اليومى بالذهاب إلى المحطة "جـ" و شم الممرات و الإسراع إلى الجبن و ملاحظة التغيرات الحادثة.

و ذات صباح عندما وصلا إلى المحطة "جـ" لم يكن هناك جبن.

لم يكن ذلك مفاجأة للفأرين، فقد لاحظا نقص مخزون الجبن يوماً بعد يوم، فكانا مستعدين للموقف و يعرفان تماماً ما يجب عمله، فنظر أحدهما إلى الآخر، و أسرعا للبحث عن الجبن.

لم يحلل الفأران الموقف أكثر من اللازم، فالمشكلة و الحل كان كلاهما بسيطاً.

كان الموقف أنه لا يوجد جبن فى المحطة "جـ".

لقد تغير الموقف فى المحطة "جـ"، و لذلك قرر الفأران التغير.

لاحقاً فى اليوم ذاته وصل "هم" و "هو" إلى المحطة "جـ"، لم يكن أى منهما يلاحظ نقص مخزون الجبن، و بالتالى كان الموقف مفاجئاً لهما.

بدأ "هم" فى الصراخ، و كأن الصراخ سيجعل أحدهم يعيد الجبن إلى مكانه، بينما تجمد "هو" من المفاجأة، فهو لم يكن مستعداً لهذا الموقف.

لم يكن رد فعلهما منتجاُ أو يدعو للإعجاب، و لكنه كان مفهوماًُ، فالعثور على الجبن لم يكن سهلاً، و كان يهمها وجود كمية كافية منه كل يوم.

و لأهمية الجبن لهما أمضى الرجلان وقتاً طويلاً لتقرير ما يجب عليهم عمله، و كل ما فكرا فيه كان البحث حول المحطة "جـ" للتأكد من عدم وجود جبن.

تحرك الفأران سريعاً للبحث عن الجبن، بينما ظل "هم" و "هو" يهذيان عن عدم عدالة الموقف، و بدأ "هو" يكتئب، فقد وضع خططاً للمستقبل بناءً على هذا الجبن.

و أخذ الرجلان يفكران، كيف حدث هذا؟ فلم يحذرهما أحد، و لم يكن من المفترض أن تسير الأمور على هذا النهج.

عادا جائعين إلى المنزل، و قبل النوم كتبا على الحائط:

"كلما كان الجبن مهماً بالنسبة لك كلما ازدادت رغبتك فى الحصول عليه"

فى اليوم التالى عاد الرجلان إلى المحطة "جـ" متوقعين وجود الجبن، و لكن الموقف كان كما هو لم يتغير.

كان "هو" حزيناً جداً ،و رفض فكرة أن مخزون الجبن تناقص تدريجيا، و حاول "هم" تحليل الموقف، و تسأل عما يفعله "سنيف" و "سكيرى" فى هذه الأثناء.

6 comments:

Anonymous said...

جميلة جدا بجد واظن ان مقياس النجاح ف التلخيص هو توصيل الهدف وانا الهدف وصلنى الصراحة
:DD
well done ;)

Anonymous said...

مقياس النجاح ف تلخيص عمل ادبي هو ان القارئ يفهم الهدف منها واظن ان انت نجحت ف كدا "من وجهة نظري يعنى " ف ربنا معاك ونشوفلك حاجات تانية
;)
well done

Unknown said...

أولاً الحكاية عجباني وعايزة اعرف نهايتها
وزي التعليق اللي قبلي احلى حاجة المغزى اللي وصل بسهولة وبزود ان في نفس الوقت يخلينا نفكر في حياتنا ونعيد نظرتنا ليها
وده يوصلنا لثالثا اختيارك لترجمة الكتاب ده بالذات كبداية اختيار حلو اوي وله فايدة
سقررررراط ربنا يوفقك ;))
امضاء: ليلو :)

Anonymous said...

mohamed it's really great w yareet takml w takon afdal dayman

bilal said...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فكرة الكتاب جميلة جدا وتهدف إلى حث الناس على ان يتمتعوا بالمرونة والتأقلم مع الحياة مع ملاحظة التغيرات اليومية التي تحدث حولهم والتأقلم حسب هذه الاحداث
يذكر هنا أن عالم الحيوان قد سبقنا في ناحية التأقلم فالكثير من الحيوانات تغير جلدها حسب المنطقة التي تعيش بها أو حسب الفصل )الصيف أو الشتاء)
أخي شكرا لك
أخوك /بلال موسى
bilal4success.net

khaoula said...

bonsoir
trés bon article,donne un objectif important
merçi monsieur mouhamed pour la traduction.